الرائد هلايلي محمد الصغير: لست انتهازيا يا الزبيري.. وقد ظلمت الشاذلي في مذكراتك
كاتب الموضوع
رسالة
Dzjob الادارة
الاقـــــامة : الجزائرالجنس : عدد المساهمات : 603عدد النقاط : 1476التسجيل في : 16/10/2011
موضوع: الرائد هلايلي محمد الصغير: لست انتهازيا يا الزبيري.. وقد ظلمت الشاذلي في مذكراتك الإثنين أكتوبر 17, 2011 3:51 pm
الرائد هلايلي محمد الصغير على يمين الصورة ورد "الشروق" رد من المجاهد هلايلي محمد الصغير على مذكرات الطاهر الزبيري فيها الكثير من المعلومات عن تلك الحقبة التاريخية، خاصة مع ورود اسم هلايلي في المذكرات، ولذلك نورد الرد كاملا مثلما وصلنا.
جميل أن نعيش أحداث فترة ثورتنا المظفرة، وأحداث المرحلة الأولي لإرساء دعائم الدولة الحديثة وذلك من خلال مذكرات المجاهدين الأبطال التي ستمكن الطلاب والمؤرخين من الإطلاع على الحقائق كما هي من أفواه وأقلام صانعيها، لقد أفادنا العقيد الطاهر زبيري بنشر كتابين له، الأول تحت عنوان مذكرات "آخر قادة الأوراس التاريخيين"، وهو كتاب يزخر بالمعلومات القيمة، وكان لي شرف قراءتها والتعقيب على بعضها في مذكراتي الشخصية التي هي الآن تحت الطبع، وستظهر قريبا إن شاء الله، وذلك قناعة مني ـ بأن التاريخ أمانةـ ، والكتاب الثاني بعنوان (نصف قرن من الكفاح)، وقد تابعنا فصوله من خلال الحلقات الست عشرة التي نشرتها جريدة "الشروق"، وما أدهشني هو أن العقيد قد أقحم اسمي في موقف انتهازي لا ينسجم مطلقا مع أخلاقي وثقافتي وتكويني الذي اكتسبته من معايشتي للقائد الفذ مصطفى بن بولعيد ونائبيه عاجل عجول وعباس لغرور، وهو موقف غريب.
ورد في الحلقة العشرة من جريدة الشروق بتاريخ 2 اكتوبر 2011 تحت عنوان (الشاذلي أمر قواته بالوقوف مع الطرف الغالب) وتحت هذا العنوان، أكد العقيد حرفيا ما يلي (أما الرائد الشاذلي قائد الناحية الثانية وحسب ما رواه لي "النقيب هلايلي محمد الصغير"، فبعد سماعه لخبر تحرك الفيالق الوفية لنا، أرسل هو الآخر فيلقين للمشاركة في المعركة، وكلف هلايلي بأن يسبق لفيالق إلى العاصمة، وذلك يوم 13 ديسمبر 1967 لاستطلاع الوضع، وقال الشاذلي للنقيب هلايلي إذا وجدت الأمور تميل للطاهر فقفوا مع الطاهر، وإذا وجدتم الوضع لصالح بومدين فقفوا في صف بومدين، وانطلق النقيب هلايلي للعاصمة، ولكنه توقف في حاجز للدرك ببرومي، فترك سيارته هناك ودخل العاصمة) في هذا النص الواضح، أسند لي العقيد الزبيري ذلك الدور المخزي الذي أتبرأ منه، كما نسب لي أيضا تلك الرواية التي يقول أني رويتها له على موقف قائد الناحية الشاذلي بن جديد، والحقيقة أن الشاذلي بن جديد أبدا لم يطلب مني المشاركة بأية مهمة لها علاقة بانقلاب ليلة 14 ديسمبر 1967 حسب تعبير منفذه عمار ملاح، وبالتالي لم يوصني بذلك الموقف الانتهازي، لأن موقف الشاذلي بن جديد كان واضحا منذ اللحظة الأولى للانقلاب وهو الوقوف مع الرئيس بومدين، ولم يتأخر في إرسال الجيش لمحاصرة الجماعة التي تحركت مع الزبيري، وهو ما ينفي عليه اللجوء لذلك الموقف الانتهازي الذي حملني العقيد وزر تنفيذ فصوله بالرغم من أنه يعرف جيدا مواقفي من خلال عملي معه خلال الثورة لما كنت قائدا للمنطقة الثانية بالأوراس، وبالعكس من ذلك فقد كنت متهما بالتعاطف مع العقيد الزبيري، واسمي كان موزعا على مصالح الأمن للقبض علي في تلك الليلة مع بعض الضباط المنتمين للولاية الأولى التاريخية خاصة، وكان ذلك الانقلاب الفاشل فرصة سانحة لبعض الأطراف على مستوى وزارة الدفاع لتصفية الضباط المجاهدين من الجيش الوطني الشعبي كما هو معروف.
لقد كنت خالي الذهن تماما من انقلاب 14 ديسمبر 1967 إلى أن فوجئت بمرسول قائد الناحية الشاذلي بن جديد يطرق باب منزلي في ساعة متأخرة من تلك الليلة ليستعجل حضوري بين يدي قائد الناحية الذي كان قد تلقى تعليمات بالقبض علي كما ذكرت بتهمة التعاطف مع منفذي الانقلاب، ولما دخلت على الرائد الشاذلي في مكتبه سألني إن كانت لي اتصالات بالعقيد الزبيري، فأكدت له أنني قد زرته في منزله خلال شهر نوفمبر 1967، أي قبل 15 يوما مضت، وذلك بحكم علاقتي القديمة معه، وقد شرح لي أسباب الخلاف بينه وبين الرئيس بومدين، ولما خرجت من مكتبه لاحظت "حمودي بوزيدي" الملازم له، وهو يسترق السمع من وراء باب المكتب وكأنه مدسوس عليه، وشاهدت أيضا أمام منزل العقيد دراجات الشرطة مركونة تحت الأشجار، وهذا يعني أن رقم سيارتي وسيارات الزوار مسجلة لديهم. وفي الأخير لما تأكد قائد الناحية الرائد الشاذلي بن جديد من براءتي، نصحني بعدم مغادرة مدينه وهران دون أن يشعرني بقرار القبض علي، وبعد أيام قليلة أوقفني رجال الدرك في حاجز أمني على أطراف وهران وحولوني لمركز "بوفاطيس"، لكن قائد الناحية الشاذلي أمر النقيب "شلوفي" بإطلاق سراحي في الحين.
والحقيقة التي أؤكدها للتاريخ هي: أن قائد الناحية الشاذلي لم يكلفني بأية مهمة لها علاقة بتحرك العقيد الزبيري وجماعته ليلة 14 ديسمبر 1967 لا من قريب ولا من بعيد، كما أنني أنفي نفيا قاطعا تلك الرواية التي قال العقيد أنني حدثته بها حول موقف الشاذلي بن جديد، وأجزم بأن موقف الشاذلي كان صريحا مع بومدين وبالتالي لم يكن مضطرا لانتظار المنتصر لينضم إليه، وكان له كل الفضل في حمايتي من السجن رغم إصدار الأمر بالقبض
الرائد هلايلي محمد الصغير: لست انتهازيا يا الزبيري.. وقد ظلمت الشاذلي في مذكراتك